الفرزدق
هو الشاعر المعروف أبو فراس همّام بن غالب ، لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه على ما قيل
ولد سنة : 114هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، و نظم الشعر صغيراً ، فجاء به ـ كما يروى ـ أبوه إلى الإمام علي ( عليه السَّلام ) و قال له : إن ابني هذا من شعراء مضر فاسمع منه ، فأجابه الإمام ( عليه السَّلام ) : " أن علِّمه القران " فلما كبُر تعلَّمه .
كان متعصباً لأهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، شديد التشيع لهم ، مجاهراً بحبهم ، معلناً له .
كان أول من رسم النحو ، حيث تعلم ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) .
و للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها ما روي ـ من عدة طرق ـ أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :
القصيدة الفرزدقيّة العلويّة
هَذَا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ وَطْأتَـهُ
وَالبَيْـتُ يعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابنُ خَيـرِ عِبـادِ الله كُلّهِـمُ
هَذَا التّقـيّ النّقـيّ الطّاهِرُ العَلَـمُ
هَذَا ابنُ فَاطمَةٍ ، إِنْ كُنْتَ جاهِلَـهُ
بِجَـدّهِ أنْبِيَـاءُ الله قَـدْ خُتِمُـوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَن هَذَا ؟ بِضَائِـرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجَـمُ
كِلْتا يَدَيْـهِ غِيَـاثٌ عَـمَّ نَفعُهُمَـا
يُسْتَوْكَفانِ ، وَلا يَعرُوهُمـا عَـدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ ، لا تُخشـى بَـوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ : حُسنُ الخَلقِ وَالشّيـمُ
حَمّالُ أثقالِ أقـوَامٍ ، إذا افتُدِحُـوا
حُلوُ الشّمائلِ ، تَحلُو عنـدَهُ نَعَـمُ
ما قال : لا قـطُّ ، إلاّ فِي تَشَهُّـدِهِ
لَوْلا التّشَهّـدُ كانَـتْ لاءَهُ نَعَـمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسـانِ ، فانْقَشَعَـتْ
عَنْها الغَياهِبُ والإمْـلاقُ والعَـدَمُ
إِذْ رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ قَـالَ قائِلُهـا
إلـى مَكَـارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَـرَمُ
يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى من مَهابَتِـه
فَمَـا يُكَلَّـمُ إلاّ حِيـنَ يَبْتَسِـمُ
بِكَفّـهِ خَيْـزُرَانٌ رِيـحُـهُ عَبِـقٌ
من كَفّ أرْوَعَ ، فِي عِرْنِينِهِ شـمَمُ
يَكـادُ يُمْسِكُـهُ عِرْفـانَ رَاحَتِـهِ
رُكْنُ الحَطِيمِ إِذَا مَا جَـاءَ يَستَلِـمُ
الله شَـرّفَـهُ قِـدْمـاً ، وَعَظّمَـهُ
جَرَى بِـذاكَ لَهُ فِي لَوْحِـهِ القَلَـمُ
أيُّ الخَلائِـقِ لَيْسَـتْ فِي رِقَابِهِـمُ
لأوّلِـيّـةِ هَذَا ، أوْ لَـهُ نِـعـمُ
مَن يَشكُـرِ الله يَشكُـرْ أوّلِيّـةَ ذَا
فالدِّينُ مِن بَيتِ هَذَا نَالَـهُ الأُمَـمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التـي قَصُرَتْ
عَنها الأكفُّ ، وعن إدراكِها القَـدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْـلُ الأنْبِيـاءِ لَـهُ
وَفَضْلُ أُمّتِـهِ دانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
مُشْتَقّـةٌ مِـنْ رَسُـولِ الله نَبْعَتُـهُ
طَابَتْ مَغارِسُـهُ والخِيـمُ وَالشّيَـمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِـهِ
كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُـمْ دِينٌ ، وَبُغْضُهُـمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُـمُ مَنجـىً وَمُعتَصَـمُ
مُقَـدَّمٌ بعـد ذِكْـرِ الله ذِكْرُهُـمُ
فِي كلّ بَدْءٍ ، وَمَختومٌ بـه الكَلِـمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانـوا أئِمّتَهـمْ
أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل هم
لا يَستَطيعُ جَـوَادٌ بَعـدَ جُودِهِـمُ
وَلا يُدانِيهِـمُ قَـوْمٌ ، وَإنْ كَرُمُـوا
هُمُ الغُيُوثُ ، إذا ما أزْمَـةٌ أزَمَـتْ
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِـمُ
سِيّانِ ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُـوا
يُستدْفَعُ الشـرُّ وَالبَلْـوَى بحُبّهِـمُ
وَيُسْتَـرَبّ بِهِ الإحْسَـانُ وَالنِّعَـمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .--------------------------------------------------------------------------------
هو الشاعر المعروف أبو فراس همّام بن غالب ، لقب بالفرزدق لغلاضة وجهه على ما قيل
ولد سنة : 114هجرية في البصرة ، و نشأ في باديتها ، و نظم الشعر صغيراً ، فجاء به ـ كما يروى ـ أبوه إلى الإمام علي ( عليه السَّلام ) و قال له : إن ابني هذا من شعراء مضر فاسمع منه ، فأجابه الإمام ( عليه السَّلام ) : " أن علِّمه القران " فلما كبُر تعلَّمه .
كان متعصباً لأهل البيت ( عليهم السَّلام ) ، شديد التشيع لهم ، مجاهراً بحبهم ، معلناً له .
كان أول من رسم النحو ، حيث تعلم ذلك من أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) .
و للفرزدق مواقف شجاعة و جريئة لنصرة الحق ، منها ما روي ـ من عدة طرق ـ أن هشام بن عبد الملك حجَّ في أيام أبيه عبد الملك بن مروان فطاف بالكعبة المشرفة ، فلما أراد أن يستلم الحجر الأسود لم يتمكن بسبب الزحام ، و كان أهل الشام حوله ، و بينما هو كذلك إذ أقبل الامام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فلما دنا من الحجر ليستلم تنحى عنه الناس إجلالاً له و هيبةً و احتراماً حتى استلم الحجر بسهولة و يسر ، و هشام و أصحابه ينظرون و الغيظ و الحسد قد أخذ منهم مأخذاً عظيماً .
فقال رجل من الشاميين لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام ـ كذباً ـ : لا أعرفه .
فسمع الفرزدق ذلك ـ و كان حاضراً ـ فاندفع و قال : أنا أعرفه ، ثم أنشد قصيدته الرائعة :
القصيدة الفرزدقيّة العلويّة
هَذَا الّذي تَعرِفُ البَطْحـاءُ وَطْأتَـهُ
وَالبَيْـتُ يعْرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ
هَذَا ابنُ خَيـرِ عِبـادِ الله كُلّهِـمُ
هَذَا التّقـيّ النّقـيّ الطّاهِرُ العَلَـمُ
هَذَا ابنُ فَاطمَةٍ ، إِنْ كُنْتَ جاهِلَـهُ
بِجَـدّهِ أنْبِيَـاءُ الله قَـدْ خُتِمُـوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ : مَن هَذَا ؟ بِضَائِـرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجَـمُ
كِلْتا يَدَيْـهِ غِيَـاثٌ عَـمَّ نَفعُهُمَـا
يُسْتَوْكَفانِ ، وَلا يَعرُوهُمـا عَـدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ ، لا تُخشـى بَـوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ : حُسنُ الخَلقِ وَالشّيـمُ
حَمّالُ أثقالِ أقـوَامٍ ، إذا افتُدِحُـوا
حُلوُ الشّمائلِ ، تَحلُو عنـدَهُ نَعَـمُ
ما قال : لا قـطُّ ، إلاّ فِي تَشَهُّـدِهِ
لَوْلا التّشَهّـدُ كانَـتْ لاءَهُ نَعَـمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسـانِ ، فانْقَشَعَـتْ
عَنْها الغَياهِبُ والإمْـلاقُ والعَـدَمُ
إِذْ رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ قَـالَ قائِلُهـا
إلـى مَكَـارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الكَـرَمُ
يُغْضِي حَياءً ، وَيُغضَى من مَهابَتِـه
فَمَـا يُكَلَّـمُ إلاّ حِيـنَ يَبْتَسِـمُ
بِكَفّـهِ خَيْـزُرَانٌ رِيـحُـهُ عَبِـقٌ
من كَفّ أرْوَعَ ، فِي عِرْنِينِهِ شـمَمُ
يَكـادُ يُمْسِكُـهُ عِرْفـانَ رَاحَتِـهِ
رُكْنُ الحَطِيمِ إِذَا مَا جَـاءَ يَستَلِـمُ
الله شَـرّفَـهُ قِـدْمـاً ، وَعَظّمَـهُ
جَرَى بِـذاكَ لَهُ فِي لَوْحِـهِ القَلَـمُ
أيُّ الخَلائِـقِ لَيْسَـتْ فِي رِقَابِهِـمُ
لأوّلِـيّـةِ هَذَا ، أوْ لَـهُ نِـعـمُ
مَن يَشكُـرِ الله يَشكُـرْ أوّلِيّـةَ ذَا
فالدِّينُ مِن بَيتِ هَذَا نَالَـهُ الأُمَـمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التـي قَصُرَتْ
عَنها الأكفُّ ، وعن إدراكِها القَـدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْـلُ الأنْبِيـاءِ لَـهُ
وَفَضْلُ أُمّتِـهِ دانَـتْ لَـهُ الأُمَـمُ
مُشْتَقّـةٌ مِـنْ رَسُـولِ الله نَبْعَتُـهُ
طَابَتْ مَغارِسُـهُ والخِيـمُ وَالشّيَـمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِـهِ
كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُـمْ دِينٌ ، وَبُغْضُهُـمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُـمُ مَنجـىً وَمُعتَصَـمُ
مُقَـدَّمٌ بعـد ذِكْـرِ الله ذِكْرُهُـمُ
فِي كلّ بَدْءٍ ، وَمَختومٌ بـه الكَلِـمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانـوا أئِمّتَهـمْ
أوْ قيل من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل هم
لا يَستَطيعُ جَـوَادٌ بَعـدَ جُودِهِـمُ
وَلا يُدانِيهِـمُ قَـوْمٌ ، وَإنْ كَرُمُـوا
هُمُ الغُيُوثُ ، إذا ما أزْمَـةٌ أزَمَـتْ
وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى ، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِـمُ
سِيّانِ ذلك : إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُـوا
يُستدْفَعُ الشـرُّ وَالبَلْـوَى بحُبّهِـمُ
وَيُسْتَـرَبّ بِهِ الإحْسَـانُ وَالنِّعَـمُ
ثم قال الفرزدق هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السَّلام ) .
فثار هشام و أمر باعتقال الفرزدق ، فاعتقل و اُودع في سجون عسفان ، و بلغ ذلك الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) فبعث إليه بإثني عشر ألف درهم ، فردَّها الفرزدق ، و قال : إني لم أقل ما قلت إلا غضباً لله و لرسوله ، و لا آخذ على طاعة الله أجراً ، فأعادها الإمام ( عليه السَّلام ) و أرسل إليه : نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما اعطينا ، فقبلها الفرزدق .--------------------------------------------------------------------------------
الأحد مارس 16, 2014 7:35 pm من طرف نيازي مصطفى
» وفاة المغفور له بإذن الله العم صالح الطاهر
الأحد سبتمبر 29, 2013 10:28 am من طرف Abdelwahid Salih
» شكر وعرفان
الأحد يوليو 14, 2013 12:27 pm من طرف عوض الفاضل على
» بالمحبة000بالمعزة البينا بي اغلي الصلات
الثلاثاء يناير 29, 2013 12:58 pm من طرف مرتضى محمد
» كلمات وعبر
الثلاثاء يناير 29, 2013 12:31 pm من طرف مرتضى محمد
» في ذمة الله معلم الاجيال
الإثنين يناير 28, 2013 7:53 am من طرف عادل عبد الواحد
» وفاة المغفور له باذن الله العم عبدالقادر ابراهيم فضل
السبت يناير 19, 2013 5:05 pm من طرف مرتضى محمد
» أعادة تاهيل مدرسة ابودجانة لمرحلة الاساس
الثلاثاء يناير 08, 2013 6:06 pm من طرف عماد دراما
» الفينا مشهودة
الإثنين ديسمبر 31, 2012 10:22 am من طرف ابراهيم ودالقاضي
» الصندوق الخيري
الإثنين ديسمبر 31, 2012 6:50 am من طرف حسن الطاهر
» ذكرى الاستقلال لا الاستغلال
الأربعاء ديسمبر 19, 2012 9:28 am من طرف مرتضى محمد
» أضاعوها وأي امة أضاعوا
السبت ديسمبر 15, 2012 5:16 am من طرف حسن الطاهر
» الصندوق الخيري ياشباب
الجمعة ديسمبر 14, 2012 11:43 am من طرف حسن الطاهر
» خزان الرصيرص علا الله شأن من علاك..
الأربعاء ديسمبر 12, 2012 7:09 am من طرف awad idris
» خزان الرصيرص.. علي الله شأن من علاك
الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 8:21 pm من طرف awad idris
» سوداني يحكي قصة حدثت له في كندا
الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 6:14 am من طرف حسن الطاهر
» انت مملزمني حدي بس تشيل فوقي وتودي
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 3:39 pm من طرف husam
» شهداء النيل من هم دعونا نتذكرهم جميعا
السبت نوفمبر 24, 2012 2:17 pm من طرف المقداد حمد
» بدون تعليق
الخميس نوفمبر 22, 2012 4:04 pm من طرف مرتضى محمد
» سيارة اوباما
الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 5:55 pm من طرف مرتضى محمد
» توفى صباح اليوم المغفور له بإذن الله الاخ : صديق الحاج صالح
الإثنين نوفمبر 19, 2012 10:59 am من طرف د. حسين عباس